عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 27/02/2011 العمر : 28
موضوع: البـــــدل الأربعاء مارس 09, 2011 11:28 pm
تعريفه : تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .
أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال .
أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " : هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . ومنه قوله تعالى : { مفازا حدائق وأعنابا } . وقوله تعالى : { اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم } . ومنه قول الشاعر : وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل " : وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه . نحو : سقط البيت سقفه ، وأكلت التفاحة نصفها . فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق ، " بعض من كل " أي : أن البدل جزء من المبدل منه : البيت في المثال الأول ، والتفاحة في المثال الثاني ، ولكنه تابع له في إعرابه ، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا ، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة ، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب ، وكذا الجر . ومنه قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } . فـ " من استطاع " بدل من " الناس " . ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا . ومنه قول الشاعر : إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر الشاهد قوله : البحر ، حيث وقعت بدلا بعض من كل ، والمبدل منه " الأجودان " .
ثالثا ـ بدل الاشتمال : هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه . نحو : أطربني البلبل تغريده . وأعجبني الطالب خلقه . ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه } . وقول الشاعر : بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فكلمة " تغريده ، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل في المثال الأول ، والطالب في المثال الثاني ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منها ، ولكن كلمة " تغريد " من المعاني أو الدلائل التي يشتمل عليها البلبل ، الذي هو المبدل منه ، وكذلك الحال بالنسبة لكلمة " خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منه ، ولكنها من المعاني ، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب ، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال . وفي الآية جاءت كلمة " قتال " بدل اشتمال من الشهر ، لأن القتال ليس نفس الشهر ، ولا جزء منه ، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام . والشاهد في البيت قوله : " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا " ، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه . فائدة : لا بد للبدل بعض من كل ، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه ، كما لاحظنا في الأمثلة السابقة ، ومنه قوله تعالى : { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود }1 . والتقدير : النار ذات الوقود فيه . أي : في الأخدود ، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود ، لأن الأخدود يشتمل على النار ، وليست النار هي الأخدود ، ولا جزءا منه .