في أول ذكرى لوفاتي
قام بعض أصدقائي ... و رثوني
تهامس حسادي ... يذموني
اختنق البعض لذكري
و ابتسم البعض لدمعي
السواد يعم مكاني
و الأبيض يلفني
و عيون أفضل أصدقائي تناديني
يقف أعزهم اليّ و يروي
افكاري ... مواهبي ... أحزاني
و الدمع على خديه يجري
و يندم أغلبهم على إيذائي
يغص بعضهم بدموعي
نعم إنها هديةٌ منهم لي
***
يبدؤون بتذكر لحظاتهم
ابتساماتي و دمعاتهم
حضني و صرخاتهم
تسيل و تجري دموعهم
كيف تمر سنةٌ عليهم ؟
دوني سيكملون حياتهم
و يحبون و يتعرفون على أصدقائهم
و سأصبح ذكرى في ذاكرتهم
لا يصدقون عيونهم
كنت قبل عامٍ معهم
و الآن و قد تركتهم
هم نادمون على أفعالهم
تائبون خاضعون إلى ربهم
***
أنها ذكرى وفاتي الأولى
يأتي أحدٌ لينقذني من الردى
اسمعُ صوتاً أعرفه كصدى
كان يقف على بابي بصَبا
كان حقاً صديقاً و حبيباً
يده لي بحنين يمدها
يقول لي : إرجعي إلى ...
قلبٌ يحبك حتى الردى
دموعه تجري شلالاتٍ على قبري
و برودة يديه تيقظ الميتا
و ها أنا قمت واقفا و أجفلت رثائهم و أسكّتُ النحيبا
و سرتُ معه بِعكسِ إتجاه منطِقِنا